صورة الشاب الإرتري الشهيرة بـ فتي بني عامر أو الفتى المبتسم


صورة شاب من التقري أو التقرايت

كثيرةٌ هي الصور التاريخية التي التقطتها عدسات هُواة التصوير ومصوري وكالات الأنباء العالمية في زياراتها الاستكشافية والوثائقية لإرتريا للتعرّف على ملامح شعبها وعاداته وفنونه وتراثه ومعتقداته، وطبيعة الأرض والجغرافيا، لكن هناك صورة فوتوغرافية واحدة هي التي نالت الشهرة والانتشار الأوسع على مستوى إرتريا والقرن الإفريقي والعالم.

الصورة لشاب مبتسم، أسنانه ناصعة البياض، محفورة على خديه ثلاثة خطوط في كل جانب تسمى (شيدلي) بلغة التقرايت، شعره تنسدل منه جدائل مفتولة تتدلى فوق جبهته وأعلى أذنيه.

المكان مدينة تسني الإرترية، أما الزمان فهو في العام ١٩٦٥م، التُقطت الصورة بواسطة مصوّر يدعى جيمس بلير كان يعمل لصالح ناشيونال جيوغرافيك.
صاحب الصورة هو عمر محمد إدريس محمد أكد هرودة من قبائل بني عامر التي تعيش وتستوطن في مساحة واسعة من الأرض بين دولتي إرتريا والسودان، وهو قبيلة النابتاب تحديداً، فرع عد عمر من آل أكجوريت.
عمر أو فتى بني عامر هو من مواليد منطقة برقباتيب، وتوفي سنة ١٩٨٩م بمنطقة قلسا شرق السودان.

اشتهرت صورة فتى بني عامر المبتسم بشكل كبير خاصة في دول القرن الإفريقي، في المطاعم والفنادق ووكالات السفر والسياحةَ والخطوط الجوية.
بساطة وتلقائية فتى بني عامر في لباسه وهيئته، وابتسامته العريضة، وملامحه المتماهية مع الطبيعة، وعلامات وجهه الدالة على هويته، كل هذه العناصر كان لها دور في نيل صورته كل تلك الشهرة العالمية حتى صارت صورة أيقونية.

إثيوبيا كانت البلد الأكثر استهلاكاً لهذه الصورة معتبرة أن صاحب الصورة (فتي بني عامر) إثيوبي الجنسية، وذلك بسبب إلحاق المحتل الإثيوبي إرتريا إلى إثيوبيا في العام ١٩٦٢م على يد الامبراطور السفاح/ هيلي سلاسي إثر إنطلاق شرارة الكفاح الإرتري المسلح من أجل الإستقلال في العام ١٩٦١م.

في العام ١٩٦٥م عرضت ناشيونال جيوغرافيك صورة فتى بني عامر كمواطن إثيوبي، ومن ذلك الوقت استخدمت الصورة وكالات السياحة والسفر وخطوط الطيران الإثيوبية إلى عهد الدكتاتور الدموي/ منقستو هيلي ماريام، كما استُخدمت صورة الفتى المبتسم ضمن حملات الترويج للسياحة والتراث الإثيوبي إلى وقت قريب، ونتيجة لذلك لا يزال الكثير من الإثيوبيين حتى الآن يعتبرون الصورة إثيوبية، لذلك نجد الكثير من المطاعم والمقاهي والنوادي الإثيوبية داخل وخارج إثيوبيا تزين جدرانها بصورة فتى بني عامر.

بني عامر هم مجموعة من القبائل الناطقة بلغة التقرايت، وهم من الشعوب القديمة في غرب ارتريا من القاش بركة والساحل إلى قرورة، وشرق السودان من كسلا إلى طوكر، معظمهم يمتهن الزراعة والرعي، ويمتلكون ثروة حيوانية كبيرة ومتنوعة، كالإبل والأبقار والأغنام وغيرها.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التقرايت